الأحد، 28 نوفمبر 2010

مكتبة الملك فهد الوطنية

تعد المكتبة نموذجاً للتلاحم بين القيادة والشعب الذين أرادوا التعبير عن حبهم واخلاصهم لمليكهم بمناسبة توليه الحكم، فهي في أصلها عبارة عن معلم تذكاري شيد على نفقة المواطنين ليكون تحفة معمارية بالتعاون مع أمانة مدينة الرياض التي قدمت الأرض والإشراف الفني والمعماري والإداري، وقد صمم المبنى ليكون مكتبة عامة ، ثم حولت الى مكتبة وطنية للمملكة العربية السعودية بناء على اقتراح صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض المشرف العام على المكتبة الذي كانت له اليد الطولى في إنشاء المكتبة وتجهيزها حيث كان سموه رئيس اللجنة الاستشارية في مرحلة الإنشاء، فكسبت البلاد مكتبة وطنية بعد طول انتظار، حيث كانت فكرة إنشاء المكتبة الوطنية تتكرر مع الخطط الخمسية الأربع الماضية .
أشهر المكتبات العالم ولينكات
 
 
تاريخ المكتبة
رغبة من أهالي مدينة الرياض بالتعبير عن مشاعر الحب والولاء لخادم الحرمين الشريفين بمناسبة توليه مقاليد الحكم رأوا أن يعبروا عن ذلك باقامة معلم تذكاري فكان الإعلان عن مشروع المكتبة في الاحتفال الذي أقيم في عام (1403هـ) والذي حظي بدعم مادي من الدولة نفسها.
تقع مكتبة الملك فهد الوطنية على أرض مساحتها (58,000) متر مربع تقريباً خصصت منها مساحة (30,000) متر مربع حديقة للمكتبة ولمبناها (28,000) متر مربع ، وتبلغ مسطحات مبناها الرئيس (23,000) متر مربع، ويتكون المبنى من دور أرضي تعلوه ثلاثة أدوار تغطيها قبة سماوية غاية في الجمال، وقد صمم المبنى بطابع معماري حديث مزين بالزخارف العربية والنقوش الرخامية، ولعل من أهم ميزات هذا الصرح الثقافي الكبير وقوعه في منطقة حيوية مهمة فهو محاط بأربعة شوارع منها طريق الملك فهد من جهة الغرب وشارع العليا القادم من جهة الشرق، وهذا الموقع يعطي المكتبة إمكانية النجاح في أداء دورها بنسبة كبيرة نظرا لسهولة الوصول إليها ووضوح المكان وبروزه، فهو قلب الرياض الحديث كما يتوافر للمكتبة مواقف في فنائها حول أسوارها من الجهات الأربع تتسع لحوالي (300) سيارة، كما تتوافر داخل المكتبة نفسها أماكن للاستراحة والانتظار، وقد قام مكتب الرشيد للهندسة بإعداد التصماميم المعمارية والمواصفات الفنية لإنشاء هذه المكتبة والإشراف عليها تطوعاً بالتنسيق مع أمانة مدينة الرياض، وتمت ترسية عملية التنفيذ على " مؤسسة سعد المعمارية" وهي إحدى الشركات الوطنية واستمرت مدة البناء (3) سنوات.
بدئ في تنفيذ المشروع عام 1406هـ تحت إشراف أمانة مدينة الرياض ، وفي عام 1408هـ تكونت إدارة مؤقتة تفرغت للتخطيط لعملية تنمية المجموعات وتنظيمها واعدادها، ووضع نواة الجهاز الإداري والفني لها، وفي عام 1409هـ تم البناء والتأثيث والتجهيز، وقد بلغت تكلفة المكتبة أكثر من ثمانين مليون ريال.
لقد تمكنت مكتبة الملك فهد الوطنية خلال المدة الوجيزة منذ إنشائها من تحقيق العديد من الإنجازات الطموحة، التي انطلقت أساسا من تكوين البنية الأساسية في التنظيم وتطوير الكوادر البشرية وتنمية مقتنيات المكتبة وتجهيزاتها اللازمة، لتنفيذ مهامها، وتحقيق أهدافها في مجالات التوثيق وحفظ الإنتاج الفكري السعودي، وتقديم الخدمات المعلوماتية، بما يتلاءم مع التنمية الشاملة التي تشهدها المملكة العربية السعودية.
ففي مجال القوى العاملة والتوظيف بلغ عدد العاملين في المكتبة أكثر من (400) موظفا منهم 82% من السعوديين المتخصصين وغيرهم، والذين تم تدريبهم ، وتنمية مهاراتهم للعمل في مستويات مختلفة من القطاعات المتخصصة والادارية، حيث تم ابتعاث عشرين موظفا لدراسة علوم المكتبات والمعلومات، وتدريب مجموعة كبيرة من موظفيها في مجالات مختلفة داخل المملكة.
وفي مجال بناء مقتنيات المكتبة، فقد بلغ مجموع ما تقتنيه المكتبة (367000) من أوعية المعلومات المطبوعة، والمواد السمعية والبصرية، مثل الأقراص البصرية والمصغرات، والوثائق المحلية ، والمسكوكات، والكتب النادرة، والمخطوطات، كما حصلت المكتبة أخيراً على الدفعة الأولى من المخطوطات العربية النفيسة من جامعة برنستون الأمريكية، وهي عبارة عن (5000) ملفوفة مصورة من مجموع المخطوطات والكتب النادرة التي تلقتها المكتبة هدية من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز الرئيس العام لرعاية الشباب.
ومنذ تطبيق نظام الإيداع والترقيمات الدولية عام 1414هـ ، تمكنت المكتبة من تسجيل وفهرسة (2000) عنوان سعودي منشور في سنة واحدة، علاوة على ثلاثمائة مجلة ونشرة دورية جارية، هذا دون الأوعية السمعية والبصرية، التي بدأت المكتبة في إعداد الترتيبات النهائية لتسجيلها وإيداعها حسب متطلبات نظام الإيداع الوطني. وبذا فإن المكتبة تقتني حالياً ما يقارب من المئة ألف مادة ذات علاقة بالمملكة، وهي أكبر مجموعة يضمها مكان واحد، وتجدر الإشارة إلى أن عمليات التوثيق والتسجيل التي تقوم بها المكتبة قد غيرت نمط الإحصاءات التقديرية السائدة عن حجم الإنتاج الفكري السعودي، سواء في المصادر المحلية أو الأجنبية، ومنذ أن أصبحت المكتبة المركز الوطني للايداع والتسجيل أسهمت بدور إيجابي في تحسين شكل الكتاب السعودي، ونشره ، والتعريف به، وذلك من خلال الفهرسة أثناء النشر وتخصيص الأرقام المعيارية الدولية.
كما أن المكتبة تولي عناية للتجهيزات ونظم الحفظ والاسترجاع، وترميم وصيانة المخطوطات والكتب النادرة، كما قامت المكتبة بتكوين قواعد البيانات، وعمليات التوثيق الآلية، وكذلك الحصول على مصادر المعلومات على أقراص بصرية، وبناء شبكات المعلومات الداخلية التي تساعد على تنظيم المعلومات وتداولها.
وفي مجال خدمات المعلومات، قامت المكتبة خلال السنة الماضية بتقديم المعلومات والإجابة عن الاستفسارات المباشرة، وعبر وسائل الاتصالات المختلفة، حيث خدمت المكتبة أكثر من ثلاث مئة مستفيد، وتوصيل المعلومات والمستخرجات التي تجاوز عددها (190000) مصورة ورقية.
كما شاركت المكتبة بدور فعال في المعارض المحلية والعربية بنشر وعرض مطبوعاتها وغيرها من الإنتاج الفكري السعودي، كما بلغ ما نشرته المكتبة في مجالات المكتبات والمعلومات خمسة وسبعين كتابا، كما استقبلت المكتبة حوالي ألف شخص من الزوار والوفود المحلية والأجنبية، هذا إلى جانب الاتصالات، والبرامج التعاونية، وتبادل المعلومات والمطبوعات مع الجهات العربية والأجنبية، مما يعكس الدور الثقافي والحضاري الذي تقوم به مكتبة الملك فهد الوطنية داخليا وخارجيا.

الوظائف والأعمال ..تقوم المكتبة بوظائف الحفظ والإيداع وأعمال التوثيق وخدمات المعلومات بوصفها مكتبة وطنية، فهي تضم قاعدة معلومات المملكة العربية السعودية، والأرشيف الوطني للصور الفوتوغرافية، وتطبيق الرقمين المعياريين الدوليين للكتب والدوريات من خلال إدارة التسجيل والترقيمات الدولية، وحفظ الإنتاج الفكري السعودي داخل المملكة وخارجها، وحفظ المخطوطات والنوادر الموجودة داخل المملكة، يضاف إلى ذلك أعمال النشر الوراقي والإلكتروني في مجال علوم المكتبات والمعلومات.
التطلعات ..يتوقع أن تسهم التوسعة الجديدة في حل مشكلة الحيز التي تعانيها المكتبة وأن يؤدي ذلك إلى التوسع في مقتنيات المكتبة وتجهيزاتها وخدماتها الميسرة للباحثين خلال السنوات القادمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق